آخر الأحداث والمستجدات 

مكناس.. الطاقات الشابة جسر نحو التحديث والطموحات السياسية والاجتماعية

مكناس.. الطاقات الشابة جسر نحو التحديث والطموحات السياسية والاجتماعية

في ظل التحولات الاجتماعية والاقتصادية السريعة التي يشهدها المغرب، بات من الضروري الاستعانة بالفعاليات الشبابية لقيادة الشأن العام وتحديث آليات التدبير. ومدينة مكناس، كحاضرة ثقافية واقتصادية مهمة، لا يمكن أن تبقى بعيدة عن هذا التوجه، خاصة أمام غياب الفعل الشبابي في المشهد السياسي المحلي، وهو ما يطرح العديد من علامات الاستفهام، خصوصًا فيما يتعلق بتدبير الشؤون الترابية الحضرية والقروية، رغم توفر هذه الفئة على الإمكانيات الفكرية والعلمية اللازمة.

 

فالشباب هم عماد أي مجتمع ناهض، ويمثلون الفئة الأكثر ديناميكية ونشاطاً، القادرة على التكيف مع متطلبات العصر الحديث. وبحسب إحصائيات سنة 2024، فإن نسبة الشباب في المغرب تتجاوز 30% من مجموع السكان، مما يجعلهم شريكًا استراتيجيًا في بناء مستقبل البلاد. لكن هذا الواقع الكمي والجودوي لا ينعكس بشكل إيجابي على مستوى تدبير المجالس المنتخبة بمختلف مستوياتها، التي ما زالت تفتقر إلى تشبيب النخب السياسية، وهو ما يعوق بلورة رؤى تدبيرية طموحة ومواكبة للمستجدات المعاصرة.

 

فهل، هل حان الوقت حقًا لإعطاء الشباب الفرصة؟ وهل تستطيع الأحزاب السياسية بمكناس إعادة النظر في أولوياتها، وتوفير المساحة الكافية لبروز الكفاءات الشبابية داخل هياكلها؟

 

فالشباب أقرب إلى قضايا المجتمع، وأكثر اطلاعًا على انشغالات المواطنين، سواء فيما يتعلق بالخدمات العمومية أو التشغيل أو البيئة، وذلك بحكم ارتباطهم المباشر بالواقع المعيشي. ففي أحياء مكناس والقرى المحيطة بها، يعيش الشباب داخل النسيج المجتمعي نفسه، ويعرفون عن كثب التحديات المرتبطة بالتعليم والنقل والماء والكهرباء وغيرها من القضايا التي تؤثر مباشرة على حياتهم اليومية. وبالتالي، فإن وجودهم داخل المؤسسات المنتخبة يساهم في إضفاء توجّه حداثي يعبّر بدقة عن هذه الاحتياجات، ويترجمها إلى برامج عمل واضحة وممكنة التنفيذ. بحكم أنهم يمتلكون الخبرات العلمية والمهارات المهنية، بالإضافة إلى أفكار تتناسب مع العالم الرقمي السريع التطور. فهم قادرون على استخدام التكنولوجيا في تدبير المرافق العمومية، وتفعيل آليات التواصل مع الساكنة، واعتماد الشفافية في التسيير، وبناء برامج تنموية قائمة على الابتكار والإبداع.

 

كما يتمتعون بحس عالٍ بالمسؤولية الاجتماعية، وبرغبة صادقة في تحقيق التغيير الإيجابي، وهو ما يغيب مع الاسف في العديد من المواقع التدبيرية. لذلك، فإن إدراج قوائم انتخابية شبابية بمكناس ستحقق انطلاقة جديدة نحو الحداثة والتجديد، خدمة للصالح العام.

 

فعدم وضع الثقة في الكفاءات الشبابية، إلى جانب غياب الإرادة السياسية لدى بعض الأحزاب التي تفضل إقصاء هذه الفئة، يعد بمثابة اقبارا لها. ومن هنا نتساءل: ما موقع التمثيلية الشبابية لبعض التنظيمات السياسية؟.

 

من هنا، يبرز التحدي الملقى على عاتق الأحزاب السياسية، والمتمثل في إعادة النظر في سياساتها المتعلقة بمشاركة الشباب، عبر فتح المجال أمام الكفاءات الشابة القادرة على تحمل المسؤولية. فالشباب ليسوا مجرد رقم انتخابي، بل هم المستقبل الذي يجب الاعتماد عليه في تدبير قضايا الشأن العام.

 

علما بأننا على بعد أشهر قليلة من الاستحقاقات الانتخابية، التي تعتبر فرصة تاريخية لإعادة هيكلة المشهد السياسي المحلي، عبر تمكين الشباب من مساحات سياسية أوسع داخل التنظيمات الحزبية، من خلال لوائح انتخابية تضم ثمتيلية وازنة للشباب وفق برامج واقعية، مستجيبة لإحتياجات الساكنة.

 

فإتاحة الفرصة للشباب ليست مجازفة، بل هي استثمار في الحاضر والمستقبل، ورهان حقيقي للتغيير، يقوم على التدبير الحداثي، والكفاءة، والجدارة.

 

فمدينة مكناس، بجميع مكوناتها الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، بحاجة إلى نفس جديد، وإلى دماء شابة قادرة على إعادة الثقة بين المواطن والمؤسسات المحلية، واستعادة مكانتها كحاضرة نموذجية. ولتحقيق ذلك، يتطلب الأمر من الأحزاب السياسية أن تتسلح بإرادة صادقة، وتضع الثقة في الشباب، باعتبارهم أمل المستقبل ورافعة أساسية محققة للتنمية والتغيير الايجابي، ارتكازا على الكفاءة والقدرة والمصداقية.

جميع الحقوق محفوظـة © المرجو عند نقل المقال، ذكر المصدر الأصلي للموضوع مع رابطه.كل مخالفة تعتبر قرصنة يعاقب عليها القانون.
الكاتب : حسن جبوري
المصدر : هيئة تحرير مكناس بريس
التاريخ : 2025-07-03 23:46:03

 تعليقات الزوار عبر الفايسبوك 

 إعلانات 

 صوت و صورة 

1  2  3  4  5  6  7  8  9  المزيد 

 إعلانات 

 إنضم إلينا على الفايسبوك